يوم ولدت في عيني..كماتولد الغيوم..فهل تذكرين؟...
يوم أبكاك الشتاء...فهربت لأحضاني تختبئين...
صرت كأني الدنيا..والكون طفل غفا على كتفي..بضع سنين..
فقبّليني..لتورق الذكرى كما تورق الكروم..قبّليني إن كنت تذكرين...
اشتعلي وأشعليني وقبّليني... حتى يزهر الحنين...
زهرة أسميتها أنت أسميتها انا جعلتها صلاة على لسان الخاشعين...
في لحظة لم أدرك فيها سوى شيئين..عينيك ..وخرافتي...
في لحظة احرقت كل براءتي ورميت خلفي سذاجتي..
وجريت خلف لهاث قلبي ...دون دليل أو معين...
أصطاد البرد في عيون المتعبين...
وأسرق من أشلائهم معالم السكين...
لم أدرك حقيقةأفعالي...ولم أدرك بأنني مسكين ...
قطفت الشتاءمن أشجارنهدك الحزين...أسميته حزين...
وما علمت أن الحزن في قلبي ...تجاوز الستين...
فنهدك زيتونة عمرها ستون ..لكنها لم تختبئ يومآ في عيون..
سوى هذي العيون ...
لكنها لم تفترش أرضآ سوى صدري المجنون...
لم تعانق سوى أهدابي ... أو تصادق غير نيران الجفون...
فلأيّ الأقدارسألت نفسي...لأيّها مرهون!...
ومضيت في ليلي ودموعي أمامي ترسم آلاف من الأحلام...
تسألني جدراني..
قدصار في ليلنا قمران... فهل يكفيك لعشقها عمران ...
أيكفيك ثلاث أم أربع أم خمس أم دهرآ من الأزمان...
عيناها ظلتا تبحران في جسدي..وعينايا تغرقان...
في مجاهل الذات..في الموت والحياة..
في الحب الواقف على باب نعشي..في اليد التي مدّت...
لتحذفني من بين الوفيات...
كان ميلادها صعب...
وميلادي يستحيل...
كان ميلادها دمع... وميلادي...شتاء طويل...
{بلال سليمان كوشكار}
الخميس مارس 17, 2011 1:07 pm
